الصفحات

الاثنين، 24 مارس 2014

رؤيا الخوف

رؤيا الخوف
 وأما الخوف فإنه أمان لقوله تعالى " وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ".
وقال ابن سيرين: رؤيا الخوف تدل على النصرة لقوله عليه الصلاة والسلام: نصرت بالرعب، وقيل الخوف يدل على ارتكاب مآثم واكتساب مظالم لمن لا يوجد عنده تقوى وقيل أحب رؤيا الخوف في المنام فاني جربت ذلك مراراً عديدة فلم أر عقباه إلا الخير والأمن والسلامة والظفر وبلوغ المقاصد والنصرة فالخوف نجاة من القوم الظالمين لقوله تعالى " فخرج منها خائفاً يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين " واستدل على السلامة بالمثل السائر بين الناس من خاف سلم.
رؤيا العجلة
 وأما العجلة فليست بمحمودة فإنها من مفاسد الشيطان، فمن رأى أنه مستعجل فإنه يتوقع زللاً. وقيل من رأى أنه مستعجل في أمر يتعلق بالدين فهو محمود، وإن كان دنيوياً فضده إلا أن يكون بسبب زواج.
وقال ابن سيرين: العجلة ندامة.
 وأما التأني فتعبيره في جميع الأحوال ضد العجلة مما تقدم ذكره.
رؤيا الهزل والمزاح
 وأما الهزل والمزاح فليس بمحمود.
 ومن رأى: أنه يمازح الناس استخفوا به، وإن كان محمولاً على مزحه، وربما دل المزاح من الملك لمن هو دونه على التقريب فإن المثل السائر بين الناس: الأمير مازح فلاناً فقربه، وإن في التواريخ ما يدل على ذلك وهو أن ملكاً كان متغيراً على بعض جلسائه وكان من عاداته المزح معه فلما حضر ذات يوم أراد الممازحة فقال له الأمير ليس هذا وقته.

رؤيا الجوع
 وأما الجوع، فمن رأى أنه جائع فإنه مذنب.
 ومن رأى: أنه جائع فأكل، فإن كان الأكل بشهوة وهو طيب فإنه يدل على توبة مستمرة، وإن لم يكن الأكل طيباً فإنه يتوب ولا يستمر، وقيل الجوع يدل على الحرص وطول الأمل إلا أن يكون في رحمة الله تعالى فإنه حصول توبة ومغفرة.
 وبالمجمل فإن رؤيا الجوع يؤول على أربعة أوجه: خير وحرص وذنب وطمع.
رؤيا الشبع
 وأما الشبع، قال ابن سيرين: من رأى أنه شبعان فإنه يستغني عن الناس لكنه يكون متهاوناً في أمر دينه.
 ومن رأى: أنه بين الشبع والجوع وأمره معتدل في ذلك فإنه محمود.
 ومن رأى: أنه شبعان أو يرى فيه إمتلاء من الطعام حتى لم يبق فيه سعة فإن ذلك تغيير أمره وسقوط حاله، وربما دل على إنقضاء أجله إلا أن يكون فيه سعة فيكون مرزوقاً في دنياه على السعة، وقيل الشبع يدل على المعاش وعود المال.
رؤيا العطش
 وأما العطش فإنه يدل على تعب ومشقة وفساد في الدين والدنيا.
 ومن رأى: أنه عطشان فإنه يطلب أمراً ولا يدركه بحيث لا يكون الأمر أصلاً لقوله تعالى " يحسبه الظمآن ماء ". وربما كان محتاجاً إلى النكاح. وقيل رؤيا العطش تؤول على وقوع خلل في الدين، وإذا كان عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب منه فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى " ومن لم يطعمه فإنه مني ".
رؤيا الري والشرب
 وأما الري فإنه خير ونعمة ما لم يحصل منه تفرقع لأحد الأعضاء.
 ومن رأى: أنه ريان فإنه يدل على السعي.
 ومن رأى: أنه يشرب ماء بارد فإنه إصابة مال حلال، وقيل رؤيا الري أحسن من العطش.
والشرب من جميع أنواع المشارب مع وضع كل نوع في إنائه والشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار فجميعه مفصل في بابه.
رؤيا السعة والغنى
 وأما السعة، فمن رأى أنه من أهل السعة والمال والمقدرة والإمكان فذلك تغير أمره وسقوط حاله وموت يعاجله أو يكون ظالماً فينتقم منه، وقيل الغنى هو الفقر.
 ومن رأى: أنه غني فإنه يفتقر. وقيل رؤيا الغني لأهل الدين والصلاح قناعة، وقال عبد العزيز الديريني:
وجدت القناعة أصل الغنى ... فصرت بأهدابها ممتسك
ولبست من حليها خلعة ... فلا هي تبلي ولا تنهتك
رؤيا الفقر
 وأما الفقر فإنه صلاح في الدين وثبات في الحال.
 ومن رأى: أنه من أهل الفقر وضيق المعيشة فيزداد في تقربه ويحسن حاله وحال بيته من بعده.
 ومن رأى: كأنه فقير نال طعاماً كثيراً لقوله تعالى حكاية عن موسى " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ". وأما ضيق المعيشة فإنه يدل على الكفاف لما تقدم أن رؤيا نفسه من أوساط الناس جيدة.
رؤيا السفاهة
 وأما السفاهة فلا خير فيها لأنها من الأمور الشنيعة، فمن رأى أنه يسفه على من لا يمكن فعل مثل ذلك به فإنه يكون ناكرا لإحسانه.

وإن رأى أحداً يسفه فالمعنى واحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

Blogger news

Blogroll

About