الصفحات

الاثنين، 24 مارس 2014

رؤيا العداوة

رؤيا العداوة
 وأما العداوة فإنها تدل على المودة.
 ومن رأى: أن بينه وبين أحد عداوة فإنه يكون بينهما مودة لقوله تعالى " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ".
 ومن رأى: أن بينه وبين أحد عداوة وهو يصبر لها ويدافع بالتي هي أحسن فإنه يدل على أن ذلك الرجل يصير صديقاً ناصحاً في المودة لقوله تعالى " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ".
رؤيا الاحسان
 وأما الإحسان فهو محمود، خصوصاً إن كان للعدو فإنه ظفر به، وقد أنشد بعضهم:
وإذا المسيء جنى عليك جناية ... فاقتله بالمعروف لا بالمنكر
ورؤيا الإحسان تدل على علو المنزلة والقوة في الدين بقدر ما أحسن وخلاصه من عذاب الآخرة. وقيل من رأى أنه يحسن فإنه يدل على إخلاصه في التوحيد والموت على الإسلام ومجازاته من الله تعالى بالجنة لقوله تعالى " هل جزاء الإحسان إلى الإحسان ".
رؤيا التقوى
 وأما التقوى فإنها السبب الأقوى. وقيل رؤيا أهل التقوى خير، فمن رأى أنه سلك طريق شيء من ذلك فإنه يسلك الطريق المجيدة ويكون الله تعالى معه في جميع أحواله لقوله تعالى " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ".
 وأما المعصية فتعبيره ضد ذلك، وربما دلت رؤية من يرتكب شيئاً من ذلك على خلل الأمور وانعكاس الأحوال إلا أن يكون من أهل التقوى وتعبير رؤياه بالضد.
رؤيا السكينة
 وأما السكينة فإنها محمودة لأنها من السكون، وربما دل على السكون وعدم الحركة فيما لا يحصل به نتيجة، وربما دلت على الضد.

رؤيا الجريان
 وأما الجريان والعدو سواء كان راكباً أو ماشياً فإنه يدل على الحرص والطمع، فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع.
 ومن رأى: أنه يعدو أو يجري وعرف الأمر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلاً ويظفر به، فإن كان راكباً فإنه يدل على تجديد سفر، وإن نوى السفر ورأى ذلك يتعوق عنه.

رؤيا المشي
 وأما المشي وسلوك الطريق، فمن رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويداً رويداً فإنه عز وشرف.
 ومن رأى: أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالاً عاجلاً أو إن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل، وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله.
 ومن رأى: أنه يمشي في طريق قاصداً مجتهداً فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الإسلام، وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا.
 ومن رأى: أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه، وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه.
 ومن رأى: أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه.
 ومن رأى: أنه في طريق مختلف لا يهتدي إليه فإنه على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره فإن انفتح له الطريق أصاب رشدا ونال طلبه.
 ومن رأى: أنه سلك طريقاً مظلماً فإنه ضلالة في دينه.
 ومن رأى: أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى.
 ومن رأى: أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين.
 ومن رأى: أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ممن يتعين في وجهه فإن تعب يكون خلاصه بصعوبة.
 ومن رأى: أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره، فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ.
 ومن رأى: أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية.
 ومن رأى: طريقاً متشعباً وهو لا يدري إلى أيها يذهب فإنه يتحير في دينه ويصاحب من لا دين له.
 ومن رأى: أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه.
 ومن رأى: أنه كان سالكاً في طريق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه.
 ومن رأى: أنه سلك في طريق ورأى إمرأة فمال عن الطريق فإن الدنيا تكون خدعته.
 ومن رأى: أنه يمشي في طريق مخفي بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغروراً في شغله.
 ومن رأى: أنه أضل رجلاً طريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى " وقد خاب من دساها ". وقيل من رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتقرب.
وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضع له ما أشكل عليه، وأنشد بعضهم في المعنى شعرا:
إن الغريب كأنه في ظلمة ... إن لم يقده قائد لم يهتد
 وبالمجمل فإن رؤيا الطريق يؤول على خمسة أوجه: دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة.
رؤيا السقوط
 وأما السقوط، فمن رأى أن أحداً سقط عليه فإن عدوه يظفر به.
 ومن رأى: أنه سقط من مكان عال مثل الجبل أو الحائط أو ما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم إتمام المقصود.
 ومن رأى: أنه سقط من ضربة فإنه حصول مصيبة، وإن زل قدمه فكذلك.
 ومن رأى: أنه خر على وجهه فإنه إن لم ينو به السجود فلا خير فيه، وإن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر.
 ومن رأى: أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو جبل أو نحو ذلك فإن الأمر الذي هو فيه لا يتم له ولا يبلغ منه ما يريده بامتناع ذلك عليه ولا يتم له ما يرجوه ولا يبلغ منه ما يريد.
ورؤيا السقوط لمن عنده خلل في دينه تدل على انهماكه في المعاصي والفتن والأعمال المضلة.

 ومن رأى: أنه سقط في مسجد أو روضة وما أشبه ذلك وكان بسبب فعل خير أو كان قاصده فإنه يدل على ترك الذنوب والمعاصي والإقلاع عن البدع والأهواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

Blogger news

Blogroll

About