الصفحات

الاثنين، 24 مارس 2014

رؤيا اللوم

رؤيا اللوم
 وأما اللوم، فمن رأى أنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى: كم لائم قد لام وهو ملام.
 ومن رأى: أنه يلوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ".
 وأما العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا من يحب لقول بعضهم: وما عتبي إلا على من أحبه وليس على من لا أحب عتاب.

رؤيا اجتماع الشمل
 أما اجتماع الشمل فهو دليل الزوال لقوله تعالى " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ". وقيل رؤيا اجتماع الشمل تدل على الفرح والسرور لأنها دعوة بين الناس.
رؤيا الرهن
 وأما الرهن فإنه يؤول على وجهين: إما حاجة وإما طمع، فمن رأى أن أحداً رهن عنده شيئاً فإنه يحتاج إليه.
 ومن رأى: أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوباً لقوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة ". وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم من أراد أن يعش نظيفاً لا يرهن شيئاً ولا يسلف.
رؤيا البيع
 وأما البيع ففيه خلاف فقيل إنه خير من الشراء، وقيل الشراء أحسن، وقد تقدم البيع والشراء في باب الخدم والعبيد.
رؤيا الإجارة
 وأما الإجارة فالمستأجر في التأويل مخادع لمن يستأجر منه ويغره ويحثه على أمر، وإذا خدعه تبرأ منه وتركه.
رؤيا الشركة
 وأما الشركة فإنها تدل على الإنصاف، فمن رأى أنه شارك أحداً فإنه يعامله وقيل أكره رؤيا الشركة لأن المثل السائر بين الناس الشركة أربعة أحرف فإذا رفعت الهاء بقيت شرك، وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة.
رؤيا الخضاب
 وأما الخضاب بالحناء وغيرها، قال الكرماني: رؤيا الحناء إذا كان في وعاء هو مال وبشارة.
 ومن رأى: أنه حنى يديه أو رجليه فإنه يزين أهل بيته وأقربائه، وربما كان فساداً في الدين وقيل إنه يغطي أمور تتعلق بأهله، وإن كان ليس من شأنه شيء من ذلك فإنه حصول غم وهم ثم يجد الفرج قريباً.
ورؤيا الحناء في اللحية يؤول على ثلاثة أوجه: إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وكبر السن والوقار والخفارة والجهاد في سبيل الله، وإن كانت الحناء في لحية إمرأة فإنها تكون كيدية مكارة وقيل مصلحة في أمر زوجها.
ورؤيا الخضاب بشيء غير الحناء مما يكره في الشريعة فلا خير فيه إلا للعرائس.
 ومن رأى: أنه اختضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس فإن علق الخضاب ستر الله عليه.
 ومن رأى: أنه يختضب بطين أو ما أشبه ذلك فإنه يغطي حاله بمحال أو يصيبه مكروه ويخرج منه.
 ومن رأى: أنه يختضب بمكان لا يقتضي خضابه فهو على وجهين: إما زينة لمن ينسب إليه ذلك العضو من النسوة، وإن كان من الرجال فأمر يكره إلا أن يكون لأجل ألم فلا بأس به والله تعالى أعلم بالصواب.
رؤيا الوثب
 أما الوثب، فمن رأى أنه وثب من موضع إلى موضع فإنه ينتقل من مكان إلى مكان أو يتحول من حال إلى حال فليعتبر ما بين المكانين اللذين وثب من أحدهما إلى الأخر فأيهما كان أحسن فيعلم به ما يعبر له.
 ومن رأى: أنه وثب بعيداً فإنه يسافر سفراً طويلاً.
 ومن رأى: أنه يتصرف في وثبه كيفما يشاء أو يبلغ بوثبه حيث يريد فإنه يؤول على ثلاثة أوجه: سفر بفائدة ونصرة وحصول مراد فيما يرومه.
 ومن رأى: أن وثبته قصرت عما أراد ولم يبلغ منها غاية ما في نفسه فتعبيره ضد ذلك ولكن التحول لا بد منه.
 ومن رأى: أنه اعتمد في وثبته على عصا أو غيرها فإن العصا رجل منيع فيعتمد في تحويله على من يكون بهذه الصفة، وكذلك تعبير ما أعتمد عليه من الأشياء فيكون من معنى ذلك ويؤول على ما ينسب إليه ذلك في أصول التعبير.
 ومن رأى: أن له معتمداً فلينسب المعتمد عليه إلى جوهره في التأويل.
 ومن رأى: أنه وثب على نهر أو بئر أو حفيرة أو جرفاً أو نحو ذلك فإنه يتحول من حالة مكروهة إلى حالة جيدة وينجو من أمر مكروه ويسلم عاجلاً.
 ومن رأى: أنه وثب على رجل فإنه يغلبه ويقهره فإن الوثوب على القوة قوة.
 ومن رأى: أنه وثب وغاب في وثبته حتى لم ير فإنه يموت.

رؤيا السفر والانتقال
 وأما السفر والانتقال فعلى أوجه:
فمن رأى أنه يسافر ويعلم أن المقام الذي يتوجه إليه أحسن من هذا المقام الذي هو به ويرحل منه فإنه يدل على تحسين حاله ونيل آماله.
وإن كان يعلم أن المقام الذي هو فيه أحسن من هذا المقام الذي صمم عزمه إليه فتعبيره ضده.
وإن كان يعلم أيهما أحسن ولا يعلم بأيهما يقيم في سفره فإنه يدل على تشتته وبعده عن وطنه وأقربائه أو ينتقل من دار إلى دار أو يودع أحداً أو أحد يودعه أو تغير أحوال دهره ثم بعد ذلك يستقيم حاله.
 ومن رأى: أنه يسافر راكباً ومؤنته وأسبابه كاملة فإنه يدل على انتظام أحواله ونيل آماله، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
 ومن رأى: أنه يسافر وهو مريض فإنه يموت.
 ومن رأى: أنه أخذ زاد السفر فإنه قد قدم خيراً لقوله تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " وأحسن السفر في المنام ما يكون إلى جهة القبلة.
ورؤيا السفر لأهل الصلاح يؤول بالعز وتفريج الهموم والغنيمة لقوله صلى الله عليه وسلم: سافروا تغنموا، وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه لبعض أصحابه الصلحاء شعرا:
كثرة المكث في المنازل ذل ... فاغتنم سفرة ولا تتأنس
أما ترى الماء في الخليج زلالا ... فإذا طال مكثه يتدنس
ولأهل الفساد يؤول بحصول العذاب لقوله عليه الصلاة والسلام: السفر قطعة من العذاب.

 وبالمجمل فإن رؤيا السفر في المنام يؤول على وجهين: انتقال من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

Blogger news

Blogroll

About